Wednesday, December 19, 2018

زيارة عمر البشير لسوريا تُواجه بصمت وتجاهل رسمي إقليمي

وقد اعتقل أكثر من 50 ألف شخص في تركيا في حملات دهم أعقبت المحاولة الانقلابية، وانتقدها بشدة ناشطون في مجال حقوق الإنسان وحلفاء أنقرة الغربيين.
وفصلت السلطات التركية أكثر من 130 ألف شخص من العاملين في القطاع العام في البلاد.
وقد اعتقل الأسبوع الماضي عشرات الأشخاص، بينهم عناصر من القوة الجوية التركية، للاشتباه بصلتهم مع الانقلابيين في عمليات دهم واسعة في مختلف أنحاء البلاد.
ويصر المسؤولون الأتراك على أن هذه الحملات ضرورية لتطهير مؤسسات الدولة مما يقولون إنها "فيروسات" حركة غولن التي اخترقتها.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي عبرت منظمة هيومن رايتس ووتش عن احتجاجها على ترحيل مولودوفا لمدرسين أتراك يشتبه في علاقتهم بحركة غولن.
وتقول وسائل الإعلام التركية إن المخابرات التركية ضالعة مباشرة في العملية.
وقالت العفو الدولية إن أساتذة مدرسة الآفاق سبق أن طلبوا اللجوء في مولدوفا، مدعين أنهم سيواجهون القمع في تركيا.
وتمول مؤسسة غولن شبكة من المدارس عبر العالم، وقد انتشرت في انحاء مختلفة من العالم عندما كان زعيمها حليفا لأردوغان.
وفي عام 2000 أغلقت أوزبكستان كل المدارس ذات الصلة بغولن هناك. واتخذت روسيا خطوات مماثلة، ومن 50 مدرسة متصلة بغولن كانت تعمل في روسيا حتى عام 2008، لم تبق سوى سبع مدارس، جميعها تحت الإشراف الوثيق من وزارة التعليم، في منطقة تتارستان المسلمة.
وكان التوتر بين أردوغان وغولن قد طفا على السطح عام 2013 في أعقاب توجيه القضاء تهم تلقي رشاوى بملايين الدولارات لثلاثة من وزارء الحكومة التركية وأفراد أسرة أردوغان الذي كان يرأس الحكومة حينذاك إلى حد وصف ما جرى بانه محاولة للإطاحة بالحكومة.
وشهدت تركيا في ليلة 15 يوليو/تموز 2016 محاولة إنقلاب ضد حكم أردوغان الذي يحكم تركيا منذ عام 2002.
وأسفرت المواجهات بين الإنقلابيين وقوات الأمن التي بقيت موالية لأردوغان عن مقتل نحو 250 شخصا وإصابة أكثر من ألفين آخرين.
وسارع أردوغان إلى اتهام شريكه السابق غولن بالمسؤولية عن المحاولة وشرع في حملة تطهير واسعة لم تشهد تركيا مثيلا لها في تاريخها الحديث.
وخلال العام التالي لمحاولة الانقلاب شهدت تركيا أكبر تغيير في تاريخها منذ إقامة الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1922.
قوبلت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير المفاجئة لسوريا ولقاؤه بالرئيس بشار الأسد بصمت وتجاهل رسمي إقليمي ومن جامعة الدول العربية التي علقت عضوية سوريا فيها.
ولم يصدر أي تعليق من مسؤول رسمي في دول الجوار على الزيارة التي حظيت باهتمام وتعليقات متباينة في وسائل التواصل الاجتماعي ووصفتها مصادر رسمية سورية بأنها مقدمة لعودة الاتصالات العربية بالعاصمة السورية.
وقد عاد الرئيس السوداني إلى الخرطوم بعد هذه الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقا واستمرت بضع ساعات.
وبات البشير أول رئيس عربي يزور سوريا منذ اندلاع حركة الاحتجاجات الواسعة فيها وتحولها إلى حرب أهلية قبل سنوات.
وقال بيان صادر عن الرئاسة السودانية إن الرئيسين السوداني والسوري "أكدا على أن الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية تتطلب إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
وعلى الجانب السوري قال بيان صدر عن الرئاسة السورية إن البشير أوضح "أن سورية هي دولة مواجهة وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية".
وأضاف البيان السوري أن البشير أعرب "عن أمله في أن تستعيد سوريا عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدا عن أي تدخلات خارجية" مشددا على "وقوف بلاده إلى جانب سوريا وأمنها وأنها على استعداد لتقديم ما يمكنها لدعم وحدة أراضي سوريا".
وظلت الخرطوم تقول إنها تقف على الحياد في القضية السورية وإنها تتطلع إلى حل الأزمة عبر الحوار السلمي.
وكانت جامعة الدول العربية قد علقت عضوية سوريا فيها في أواخر عام 2011 في أعقاب أشهر من حملة قمع واسعة طالت مظاهرات الاحتجاج الواسعة المضادة للنظام في سوريا وحركات المعارضة التي حظيت بدعم من الدول الخليجية.

No comments:

Post a Comment